خلق الله الأنسان طبيعته الخطأ، ويتميز العقلاء بالعودة للصواب عند الخطأ ولكن يرتقي الانسان ويتميز بقدرته على الاعتذار لمن اخطأ بحقه وان كان اصغر منه عمرا والاعتذار يمثل مظهرا حضاريا وهو انعكاس لمستوى النضج والثقة في النفس.
ورغم سمات الشجاعة التي يتصف بها مجتمعنا ورغم ثقافتنا الاسلامية التي تحثنا على التوبة الا ان اغلبنا تغيب عن علاقاته الاجتماعية ثقافة الاعتذار حيث يعتبرها البعض شكلا من اشكال الضعف رغم ان الاعتذار لا يقوم به الا من يملك مستوى عاليا من الشجاعة الادبية.
تخيل مستوى الاحترام بين المعلم والتلميذ فيما لو اعتذر المعلم لتلاميذه عن خطأ غير مقصود وارتقى بعلاقته معهم الى حيث تكون الثقة مسار التواصل ماذا لو اعتذر الاستاذ الجامعي لطلبته في موقف او آخر.. رائع لو استطاع الاب او الام ان يدرك ان اعتذاره لابنائه لا يهز مكانته بل يعمق جذور الحب
والاحترام.
وإليكم بعض النصائح التى تساعدنا على تقبل ثقافة الإعتذار :
النصيحة الأولى :يجب أن تكون ثقافة الاعتذار ممارسة نحتاج كثيرا لان تكون جزءا من تكوين علاقاتنا الاجتماعية بحيث نمارس الاعتذار دون تردد او شعور بالخجل او اعتباره ممارسته ضعف ففي مناسباتنا السعيدة نتذكر الاحبة ونتذكر الكثير من المواقف التي ربما اخطأنا فيها بحقهم وربما باعدت بيننا الى حد الانقطاع فيما كان اعتذار صادق وفي وقت مناسب كافيا لاصلاح العلاقة .
النصيحة الثانية :يجب على المدارسنا ان تعلم ابناءنا وبناتنا ثقافة الاعتذار عبر ممارسات القدوة، انها ثقافة مهمة قد لا يغرسها البيت وهو مقصر فيها، فالمدرسة مؤسسة تنشئة اجتماعية تعالج نواقص الاسرة خاصة في ثقافات مثل ثقافة الاعتذار وثقافة احترام الرأي الآخر..
النصيحة الثالثة :من الجميل لو ارتقت ثقافة الاعتذار لمستوى أسمى بحيث لا نقع في الخطأ وخاصة تلك الممارسات غير الحضارية فلسنا مضطرين للاعتذار لعامل النظافة لو لم نلقِ ورقة او منديلا في الطريق، ولن نكون مضطرين للاعتذار لرجل المرور لو لم نقطع اشارة المرور.. ولكن سيكون جميلا لو اعتذرنا لهم على خطأ ولم نعد له.
النصيحة الرابعه :نحتاج كثيرا لنشر ثقافة الاعتذار فهي مستوى من مستويات الشجاعة الادبية وهي سلوك النبلاء وتمثل حصانة قوية للابتعاد عن الخطأ واللا مبالاة بمشاعر الآخرين اعتذر لطفلك او ابنك او ابنتك او الخادمة او السائق، لا تكتفِ بالاعتذار لرئيسك او لمن يفوقك قوة.. نحن في حاجة لثقافة الاعتذار وفق احترام الآخر وليس الخوف من الآخر.
قدمتها لكم نهى نجيب